عنكاوا تفتخر بشموخها وليس بمطابخها!


عنكاوا تفتخر بشموخها وليس بمطابخها!
صخريا شعيا منصور
تحت عنوان (هل ستغدو كردستان دبي الثانية؟).. نشرت جريدة المدى الغراء بعددها (1719) الصادر يوم السبت 8/5/2010، ترجمة للمقال اعلاه للكاتب عمار كاظم محمد، وكان المقال منشوراً في جريدة الغارديان حيث يعالج الموضوع ماضي اربيل وكوردستان وما عانته من دمار واهمال وخراب طوال العهود الماضية، ثم يشير الكاتب في معرض مقاله الى بنائها وتطويرها واهتمام حكومة اقليم كوردستان بها، حيث ناطحات السحاب والحركة العمرانية الظاهرة للعيان، ونأمل ان تصل الى مصافي الدول المتقدمة ومنها (دبي) كمثال.. وفي جانب آخر من مقاله يشير الكاتب الى مدينة عنكاوا حيث يصفها كما يلي: "اما في ضاحية اربيل الغنية عينكاوة فهي تفتخر بوجود المطابخ الايطالية والصينية والالمانية فيها".. ومن الانصاف والكاتب يذكر اسم عنكاوا، ان يجهد نفسه ولو قليلاً للبحث عن تاريخ وحاضر هذه المدينة الغنية التي تفتخر بالمطابخ كما يَذكر! إن مدينة عنكاوا تفتخر بماضيها الخالد وحاضرها المشرق وما قدمته من اجل السلام والبناء والتطور، فهي تفتخر بحضارتها وثقافتها وايمانها بالسلام والعيش الحر وقبول الآخر، وتفتخر بما قدمته من تضحيات في سبيل العراق وكوردستان، إن ما فيها من حَمَلة الشهادات العُليا من دكتوراه وماجستير وبكالوريوس.. الخ مدعاة للفخر، الى جانب عدد كبير من الاطباء والمهندسين والقانونيين والتربويين والطلبة المتفوقين في الامتحانات العامة، وغيرهم من الذين تحتضنهم هذه المدينة العريقة والذين يساهمون جميعاً جنباً الى جنب مع شرائح المجتمع الاخرى في بناء هذا الوطن العزيز، فمن بينهم وزراء وبرلمانيون ومدراء عامون ومستشارون وخبراء وقادة سياسيون.. إن عنكاوا تفتخر بالامن والاستقرار الذي يسودها كما يسود كوردستان بشكل عام، والمحبة التي تملأ قلوب ساكنيها، والذوق العالي والفن الراقي والرياضة الرائدة التي يشهد لها القاصي والداني، الى جانب انعدام الأمية بين سكانها، والمساواة الفعلية بين الرجال والنساء.. ومفخرة لعنكاوا واهاليها ان تفتح ذراعيها لاستقبال كل من يطرق ابوابها وفي شتى الظروف القاسية التي مرت وتمر على العراق من الجنوب والوسط والشمال، والشواهد كثيرة على ذلك، سواء في حرب الخليج الاولى حين نزح اهالي المحافظات الاخرى الى كوردستان طلباً للأمان، فاستقبل اهالي عنكاوا عدداً كبيراً منهم واسكنوهم معهم تحت سقف واحد في دورهم، وقدموا لهم الطعام والشراب من دون مقابل، وهذا جزء من اخلاقهم وكرمهم، الى ان استقرت الامور وعاد كل الى بيته.. وقبل ذلك في عملية التهجير للاخوة الكورد واسكانهم في المجمعات القسرية، حيث هب اهالي عنكاوا لتقديم العون والمساعدة وايصالها الى تلك المجمعات القريبة منهم.. هذا كله نابع من ايمان اهالي هذه البلدة المسالمة والامنة بالعيش المشترك والاخوة الصادقة، حتى تترجم شعار (لتبقى عنكاوا مدينة التآخى والسلام ورمزاً للتعددية الدينية والقومية) كما وصفها السيد مسعود البارزاني رئيس اقليم كوردستان في احدى زياراته لها.
ان عنكاوا اليوم تفتخر بالمؤسسات الثقافية ومؤسسات المجتمع المدني والنشاطات الفنية والرياضية التي يلمسها كل من يزور عنكاوا أو يسمع عنها، حيث لها دور فاعل في النشاطات الاجتماعية على مستوى الاقليم والعراق، ولا بد هنا ان نشير الى ان نتيجة لما ذكرناه وللتطور الحاصل في هذه المدينة، فتحت عدة دول قنصليات لها في كوردستان واتخذت من عنكاوا مقراً لها، وهذا فخر ما بعده فخر، بأن تسكن عنكاوا في قلوب الدول المختلفة بعدما سكنت في قلوب ابناء شعبها في كوردستان والعراق، وحينما ترى الاعلام وهي ترفرف فوق هذه الممثليات، تشعر بالفخر والاعتزاز حيث ترفع اسم عنكاوا عالياً. نحن نفتخر بكل ما ذكرناه والذي هو غيض من فيض وليس كما ورد في المقال (المطابخ الايطالية والصينية والالمانية).. ان الانسان يفتخر بماضيه وحاضره المنير وما يخطط لمستقبله المشرق وليس بما يأكل أو يشرب، وعنكاوا أكبر  وأسمى مما ذكر في المقال، وهي تفتخر بشموخها وليس بمطابخها! 
عدد 47 

تعليقات