هل أستشهد المطران فرج رحو يوم 8/ آذار/ 2008 ؟
سؤال
بقلم:إدمون لاسو
رغم
الجهد الذي بذله الاعلامي في قناة عشتار الفضائية بدر اليعقوبي، في الكتاب الذي
أعده عن اختطاف و استشهاد المطران مار بولس فرج رحو، الذي صدر في أربيل 2008 تحت
عنوان (عشتار و شيخ الشهداء)، الا ان مما أحتواه الكتاب من كلمات تأبينية شعراً و
نثراً و برقيات و فعاليات اخرى منوعة، لم تستوقفني سوى الكلمة التي ننشرها ادناه
بقلم السيد وسام كاكو. اذ فيها معلومات مثيرة تخرج عن المألوف والمطروق من الكلمات
الانشائية المعتادة. ففيها معلومات مدهشة عن الاستبصار و الشعور الجمعي، و ادراك
الشيء قبل وقوعه بقياسات الكترونية تحسسية غير مفهومة بشكل واضح حتى الان. اترككم
الان مع خلاصة مقالة السيد وسام كاكو لتستنتجوا معه تاريخ استشهاد المطران فرج رحو،
الذي اختطف في الموصل يوم 29/2/2008 والتي اكتشفت جثته يوم 13/3/2008، خاصة وان
استنتاجه بأن المطران استشهد قبل يوم الاحد 9 آذار، جاء متفقاً مع تشخيص الاطباء
بان الوفاة حصلت قبل اكتشاف الجثة بنحو خمسة ايام حسب ماجاء في نجم
المشرق العدد
54، 2008 ، ص209.
شهادة المطران...تفاصيل و
إستنتاجات مُبكرة
...
وأنا شخصياً أصبحتُ بعد ليلة الأحد 9 آذار على قناعة شبه تامة من ان المطران قد
إستشهد، وقد أخبرتُ قلة قليلة جداً من المُقربين مني بأن من الأفضل أن يُهيئوا
أنفسهم لقبول فكرة إن المطران قد إستشهد، ولكني فضلتُ عدم توسيع دائرة الذين
يعرفون بذلك. السؤال الذي يفكر به كل مَنْ يقرأ هذا الكلام هو: كيف أني كنت
مُقتنعاً من ان المطران قد إستشهد في وقت كانت المُفاوضات ما زالت جارية؟!
في عام 1972 تم إختيار24 مدينة في أمريكا
لإجراء تجربة واحدة فيها، من خلال وضع أشخاص مُعينين في كل مدينة منها مُدرَبين على
خلق مشاعر خاصة جداً في أبدانهم. هذه المشاعر كانت عبارة عن مشاعر سِلمْ، خالية من
أي توتر أو قلق. بدأت عملية الشعور بهذه المشاعر في نفس اللحظة لدى كل المشاركين
في كل المُدن، وكان عدد من العلماء يدرسون بالتفصيل تأثير ذلك على المُجتمع في تلك
المدن، فلوحظت تأثيرات مُثيرة جداً على سكان المدن المُشاركة في هذه الدراسة، فقد
لوحظ إن عدد الجرائم إنخفض فيها، كما إنخفض عدد حوادث السير وعدد المنقولين الى
مُستشفيات الطواريء و غيرها، وعندما توقفت هذه التجربة رجعت الأمور الى حالها
الأول في كل المُدن... بعد هذا جرى تطوير هذه الدراسة بدراسة أخرى تُعتبر برأي
البعض واحدة من أهم التجارب التي أُجريت في القرن العشرين، والتي برهنت على ان المدينة
التي يوجد فيها مليون شخص تحتاج كحد أدنى الى 100 شخص فقط فيها لإحداث التغيير
المطلوب لدى كل سكان المدينة، اي بنسبة
الجذر التربيعي لـ 1% من المجموع السكاني.
في عام 1988 قامت جامعة برنستن بمشروع بحثي
أسمته مشروع الوعي (أو الشعور أو الإدراك) الكونيGlobal
Consciousness Project ويُعرف إختصاراً بـ GCP ، وأداره معهد باوندري Boundary
Institute، وأشرف على المشروع العالمان اللامعان (دين
ريدن) و( روجر نيلسن). قامت فكرة المشروع على أنه لو كان فعلاً يوجد في العالم
شعور أو إدراك كوني مؤثر فإنه سيكون بالإمكان قياسه بأجهزة إلكترونية، وهذا تحدّ
كبير جداً، إذ كيف يُمكن للإكترونيات أن تقيس شعور الإنسان أو الإدراك الكوني!
بأختصار وُجد فعلاً إنه توجد إلكترونيات تتأثر بهذا الوعي البشري. وقد صُنع 40
جهازاً، ووضعت هذه الاجهزة في قارات العالم المُختلفة ورُبطت جميعها بحاسوب آلي
كبير في جامعة برنستن، وقد كانت التوقعات تُشير الى ان أفضل وقت لقراءة أية
تغييرات في الوعي البشري في العالم بواسطة هذه الأجهزة، سيكون في مناسبة الدخول
الى الألفية الثالثة، وفعلاً قرأتْ أجهزة التحسس هذا التحول في الإنفعال لدى
العالم، كما إنها سجلت كل التحولات الشعورية في العالم في الحوداث المفرحة او
المحزنة التي حصلت في العالم. حتى العلماء لم يفهموا لماذا تحدث هذه التغييرات رغم
إن القراءات كانت واضحة، وهذه الأجهزة ما زالت تعمل الى حد الآن. المُفاجأة التي
لم يتوقعها العلماء حدثت نهاية يوم 9-9-2001 ، ففي هذا اليوم و في اليوم الذي يليه
سجّلت هذه الأجهزة قراءات قوية جداً، تبين بشكل واضح ان شعوراً عالمياًَ واضحاً بشئ
ما سيحدث، ولكن لم يحدث حتى يوم 11-9-2001 عندما تم ضرب برج التجارة و البنتاكون
وغيرها بالطائرات في الحادثة التي أصبحت تُعرف عالمياً بـ 11 سبتمبر، وفي
يوم12-9-2001 إنخفضت عملية تسجيل الأجهزة الى حدها الإعتيادي، هذا يكشف بشكل واضح
إمكانية الشعور أو الوعي البشري، وإدراك الشيء قبل وقوعه و بشكل غير مفهوم، وكذلك
إجراء التغيير في الناس .
الآن أرجع الى أستشهاد المطران رحو لأقول، إنه
منذ يوم الجمعة 29-2-2008 وهو اليوم الذي تم فيه إختطاف المطران رحو و إستشهاد
رفاقه، ساهم الكثيرون في الصلاة من أجله،ولكن ذروة الوعي الجمعي المؤثر أو الشعور
الجمعي الذي يؤثر في المجتمع و بنسبة تفوق كثيراً الجذر التربيعي لـ (1% ) من
المجموع السكاني، حدثت يوم الاحد 9-3-2008
، وساهمت في إحداثه النفوس التي صَلّت في أكثر دول العالم من أجل إطلاق سراح
المطران، و مع هذا فإن التغيير الإيجابي لم يحدث ولم يُطلق الشهيد المطران رحو، اذن
الموقف لم يحتمل الا تفسيراً واحداً -على الاقل لدي- وهو إن المطران قد إستشهد، مع
إني رفضت هذا الإستنتاج في داخلي وصليت من أجل أن لا يتحقق وعللتُ نفسي احياناً
بأن التجارب قد تكون خاطئة، أو على الأقل لا ينبغي أن يكون الشخص أحادياً في فهم
الأمور وغيرها الكثير، ولكن مع الاسف النتيجة أثبتت ما فكرتُ فيه بموجب هذه
الدراسات... كما اود ان اشير ايضا الى ان المعلومات عن هذه التجارب استقيتها من
كتاب صوتي، صدر بالإنكليزية مؤخرا في أمريكا للعالم كريك برادن إسمه ( التحدث بلغة
الله المفقودة).
رحمك الله سيدنا رحو، نرجو أن تُصلي من
أجلنا جميعاً، فقد كتبتَ بدمك ما لا نستطيع أبداً التعبير عنه بحبر أقلامنا.
37
تعليقات
إرسال تعليق