جمهورية الفلافل..!!



 جمهورية الفلافل..!!



اردلان عزيز

ليس من عادتي ان اكتب في مواضيع دينية...وقلّما اتطرق الى مواضيع ذات صلة بالايمان، الا ان ثمة ظواهر تتعلق بالاثنين تستدعي الالتفات احيانا...
 ولعل الصوم الذي يحل بيننا هذه الايام أحدها، حيث يفرض نظاما يوميا وعادات غذائية محددة لا تخلو من الغلط ، ويختلط فيها اليومي الاجتماعي بالديني الروحي، حاملا ظواهر منفرة وسلوكيات طارئة مستهجنة.
وليس أدّل على ذلك، ان ترى خلال أيام الجمع خاصة طابورا طويلا من "المؤمنين" يصطفون امام باعة الفلافل في المدينة بإنتظار زادهم للصوم...تقبله الله....
وأكثر من ذلك، صارت الفلافل رديفا للصوم وصنواً له، وكأنه لا يكتمل الا بها ولا من سبيل للصوم ومن ثم الإفطار الا بهذه الفلافل اللعينة، لا بل ان لا بد لك من الحجز المسبق حتى تظفر بحصتك! وإذا استمر التدافع فأظننا سنحتاج الى ورقة من المحافظ لنتسلم كم لفة عشية صوم الجمعة العظيمة!!
ومن طريف ما رأيت، ان أحد المحلات ويديره شخص غير مسيحي، كتب عند مدخل محله "لدينا عجينة فلافل ممتازة للصوم"...وكأن بالفلافل وحدها يحيا الانسان ...ويصوم!!.لِم لا ..فلافل وانت ماشي ...وانت قاعد... وانت تتسوق... وانت صايم!!
في الحقيقة، لا مشكلة لدي البتة مع الفلافل او باعتها ولا مع الصوم ابدا،ً ولكن يحز في نفسي ان ارى الصائمين يتهافتون على الفلافل بعد الغروب وقبيل العشاء بشكل مثير للفضول والازدراء لا بل السخرية، ويكادون يتماهون في سلوكهم مع بعض الوثنيين وطقوسهم.
لست وهابيا ولا سلفيا أُملي على الناس كيف يتصرفون، ولكنني اعتقد جازما –على المستوى الشخصي في الاقل- ان الصوم عبادة قبل ان يكون عادة، وهو سلوك حضاري ومدني، علاوة على كونه قيمة دينية وتعبيرا روحيا.
والى ان يثبت الصح من الخطأ، قررت المجاهرة بالافطار واعلان الجهاد على "جمهورية الفلافل"..!!

38


تعليقات