بقلم: هشام التميمي
الزواج، هو علاقة بين شخصين مختلفين جنسياً متفقين
اجتماعياً على ان تكون لهما حياة مشتركة يتقاسمان فيها كل شيء حلوه ومره، والحياة،
هي مشوار طويل مليء بالورود احيانا وبالاشواك في اكثر الاحيان، حيث اصبحت حياتنا
صعبة وتفاصيلها كثيرة . والزواج هو مؤسسة اجتماعية مهمة ولبنة اساسية في بناء
المجتمع، الذي هو بالضرورة يتكون من افراد ينتمون الى اسر وهذه الاسر تكونت نتيجة
زواج .
اعتقد ان على الخطيبين ان يطيلا فترة خطوبتهما الى اقصى
مايمكن، لان هذه الفترة مهمة لدراسة بعضهما لبعض، ولو ان اسرنا لا تقبل بفكرة اطالة
الخطبة حيث زيارات الخطيب، وهذا (مع الاسف) سبب في فشل زيجات كثيرة، حيث يتبين
لاحقا ان ما يفرق الزوجين اكثر مما يجمعهما مما يؤدي بالزوجين الى الانفصال وتكون
هناك نكبة في الاسرة خاصة اذا تمخض عن هذا الزواج اطفال سيكونون حتماً ضحايا هذا
الزواج الفاشل، لان من اسس نجاح الزواج وديمومته ان تكون لغة للتفاهم بين الزوجين،
اي هناك لغة حوار مشتركة تمكن الزوجين من ان يتفقا على موضوع معين ولو بالحد
الادنى، فكلنا يعلم ان ليس بالضرورة ان يتفق الزوجان في كل الامور وفي كل الاراء
ازاء تصرف ما او موضوع ما ، اردت القول ان التفاهم هو عنصر مهم من عناصر الحياة
الزوجية الناجحة .
هناك تقليد في الغرب وهو جزء من حياة الناس هناك، فالشاب
هناك يمكن ان يرتبط بعلاقة حب مع فتاة معينة وقد يعيش معها لسنة او سنتين او ثلاث
وقد يتركان بعضهما البعض لانهما ادركا انهما لا يمكن ان يستمرا معا، ولانهما عاشا
حياة تفصيلية مع بعضهما وقد وجدا انهما لا يمكن ان يستمرا وهما متنافرين او لا
يمكن ان يؤسسا اسرة معاً، وعليه فلقد انفصلا او ربما العكس، حيث من الممكن ان
يعيشا معاً ويجدا انهما من الافضل لهما ان يكملا مشوار حياتهما معا، وعليه فهما
بعد فترة اختبار دامت سنة او سنتين معا قررا ان يتزوجا . اعتقد ان هذه التجربة فيها
شيء من الصواب ولكن بالطبع لا يمكن تطبيقها هنا في مجتمعاتنا، لان عاداتنا
وتقاليدنا وادياننا لها سطوة كبيرة علينا وعلى اسرنا وطريقة عيشنا. لذلك اصبحت
حياتنا حقل تجارب، فاما ان تفشل نتيجة ارتباطنا بالشخص الخطأ، واما ان تنجح وهو
شيء مفرح، او ان تستمر الحياة بين زوجين مع معاناة وتألم احدهما او كليهما بصمت
وصبر خوفا على كيان الاسرة من الانهيار، وتفضيل مصلحة الاولاد على مصلحتهما، هو
ايثار كبير. الحقيقة ان حياتنا الاسرية فيها الكثيرمن الاخطاء، فخلفياتنا الاسرية
تحدد الكثير من معالم شخصياتنا، ومع الاسف مجتمعنا فيه الكثير من الاخطاء
الاجتماعية ولكن يأبى الاعتراف بها ويترك الامور على عواهنها، فلازالت الكثير من
الاسر الى وقتنا هذا وبكل اسف تجبر الفتاة على الزواج من شخص يختاره رب الاسرة او
الام لكونه يلائم الفتاة نتيجة تمكنه ماديا او لأنه قريب للعائلة ويُغض النظر عن
عيوبه، فالكثير من الاسر لا زالت لا تؤمن بوجود حب نظيف يؤدي الى زواج ابنائها، بل
تلعب الصدفة والقرابة دورا كبيرا في الزواج وهو شيء خاطئ يظلم ابناءنا ويدمر
حياتهم .علينا ان نعيد النظر في الكثير من تقاليدنا وعاداتنا التي اصبحت بالية،
فابن العم ليس بالضرورة ان يكون زوجا صالحا لابنة عمه،
وليس دستوراً ان يكون دائماً زوجاً لها فدساتير الدول
ايضاً تتغير، كذلك ليس من الضروري تزويج فتياتنا الى من هو ثري واخلاقه ليست
بالجيدة ولكن ماله يغطي عيوبه، فالمال ممكن ان ينضب ولكن الاخلاق لا تنضب وهي
باقية .ليس من الضروري ان نزوج الفتاة بمن هو اكبر منها سناً بكثير لانه يمتلك المال، لان هذا الزوج
ممكن ان يتوفى ويترك من بعده زوجة ارملة شابة محطمة وفي رقبتها اولاد، لا تعرف ما
تفعل في القادم من ايامها حيث ترِكتها ثقيلة تنوء بحملها.
لذا لا يجوز اكراه الفتاة على الزواج، لانها هي مَنْ
ستعيش مع زوجها وهي التي ستتحمل ما سينتج عن هذا الزواج .
علينا اذاً ان ننصح ابناءنا ونكون عونا لهم، وان نساعدهم في اختيار شريك
حياتهم(فتاة كانت ام شاب)، وان نبصرهم بعواقب الامور ولكن لا نكرههم على شيء، كما يجب
ان يكون لهم اراؤهم الخاصة بهم وان يتحملوا مسؤولية اختيارهم مستقبلا سلبيا كان ام
ايجابيا.
36
تعليقات
إرسال تعليق