الزمن واللحظة المعاشة
تقول احدى المدمنات: "ان الف سنة من عمر الانسانية ماهي الا
ثانية واحدة عند الله"، حينها قلت في نفسي اني وجدت الحل اخيرا، كنت ساعتها في
طول الزمن الخاص بي، وكنت اعيش حياة الاف الكائنات البشرية في ساعة واحدة .
فالزمن يتناسب اذن مع تركيز الحياة التي اخترناها ومع
نوعية الحياة التي نعيشها والتي نُشعر بها الناس. فمن الناس من لم يعش من عمره
البالغ تسعين سنة الاّ ثلاث سنوات، لماذا؟؟! لان حياته كانت فارغة وخاوية وغير
مركزة ولا تمثل الا بضعة ايام او بعض سنين!! فما فائدة حياة كهذه ان امتدت وطالت
واستطالت؟؟ يتحدث الناس في ايامنا هذه عن اطالة الاعمار، ويحاول الاطباء ان يطيلوا
عمر الانسان الى اقصى درجة، ولكن ما الفائدة من اضافة سنين الى سنينٍ ، اذا كانت
كُلّها خاوية وخالية من اي مضمون؟!
لقد تعودنا ان نقول (اطال الله في عمرك)، لكنني بالرغم
من الحب الذي اكنه لكم، لا اتمنى ان يطيل الله حياتكم، ان كانت هذه الحياة امتداداً
للزمن فقط.
وانّي اتمنى لكم حياة مملؤة ومثمرة وفياضة، فعشرون سنة مثمرة
خير من مائة عديمة النفع وخاوية، وليس المهم في الحياة طولها بل نوعيتها، فهناك
شيوخ في سن العشرين وشباب في سن التسعين، فطراوة القلب هي التي تحدد سن الانسان
وعمره.
زينة بولص يوسف
تعليقات
إرسال تعليق