حدائق عنكاوا .. وجهة نظر


حدائق عنكاوا .. وجهة نظر


ما يميز عنكاوا في تخطيطها العمراني كثرة الحدائق العامة المنتشرة فيها خاصة ضمن الاحياء السكنية التي شيدت خلال العقود الثلاثة الاخيرة.. وهذا دليل على اعتماد الاسس السليمة في تخطيط المجمعات السكنية، فهي اضافة الى ما تضيفه من جمال للمنطقة فهي ذات تأثير ايجابي كبير على البيئة لما توفره من هواء نقي، حيث تعتبر الحدائق والباركات الرئة التي تتنفس منها المدينة، اضافة الى فوائدها النفسية والاجتماعية حيث ينتاب المرء الارتياح النفسي والانشراح عند مروره داخل حديقة جميلة او الجلوس فيها، كما لها فائدة اجتماعية حيث تلتقي فيها عوائل الحي وهي مكان آمن للعب الاطفال .
ان معظم حدائق عنكاوا تلقى الاعتناء والادامة من قبل الجهات المسؤولة عنها، وهذا انجاز يستحق الثناء عليه.
ولكن أما كانت هذه الحدائق تبدو اجمل واقرب الى الفرد لو رفعنا السياج المشبك الحديدي الحالي الذي يفتقر الى أية جمالية، واستبداله بسياج حديدي بتصميم بسيط وارتفاع لا يتجاوز ( 80-100 ) سم دون مستوى النظر، او انواع من المزروعات التي بالامكان تجذيبها لتكون واطئة ولتحديد اماكن الدخول الى الحديقة فقط دون ابواب؟
ان هذه الوضعية سوف تشجع السابلة على الدخول الى الحديقة لاختصار المسافة عند انتقالهم من شارع الى اخر محيط بالحديقة، عندها نكون قد استفدنا منها في تقريب المسافات ايضاً .
هناك بعض المقترحات لتطوير بعض من هذه الحدائق بالشكل المذكور ادناه وكالاتي :
1-اختيار احدى الحدائق الكبيرة في وسط عنكاوا وتطويرها وتحويلها الى بارك عام بتصميم مميز يحتوي، على سبيل المثال، نافورات ومساحات مبلطة واعمال فنية من النحت او رموز ذات صلة بتراث عنكاوا او التاريخ البابلي (الكلداني) والاشوري والخ، ومدرجات جلوس لاقامة الفعاليات الموسيقية او المسرحية، ليؤدي هذا البارك هدفاً ترفيهياً وثقافياً.
2- لو كان طموحنا ابعد في تطوير هذه الحدائق وان توفرت الامكانيات، لكان بالامكان تحوير بعض منها لتكوين حديقة يابانية واخرى صينية او اندلسية والخ، تصمم كل منها على الطراز الذي تسمى به .
ففي كثير من الدول اصبحت بعض الحدائق من المعالم السياحية، لما تمتاز به من نباتات نادرة او نافورات بتصميم متميز او اعمال فنية منتشرة فيها .
لقد ورد في مقالة السيد صفاء خليل في العدد (38) من (بيث عنكاوا) ملاحظة حول ارتفاع السياج المحيط بالمتنزه الجديد في وسط عنكاوا . انني اعتقد انه بولغ في تصميمه من حيث تفاصيل الحجر فيه وتطعيمه بالمرمر والارتفاع الذي يبلغ حوالي المترين او اكثر، والذي حتماً كانت كلفته عالية جداً وهو لا يتناسب مع هذا المتنزه، ربما يصلح لان يكون سياجاً لدار فخمة او مبنى حكومي مهم حيث السياج العالي المفيد امنياً، اضافة الى ذلك انه قد حجب الرؤية عن المتنزه.
ان حديقة المدينة كحديقة الدار لا يمكن وضع حاجز بينها وبين الدار،  لو فرضنا ان حديقة الدار خاصة، ففي الاماكن العامة بالامكان وضع حاجز حديدي بسيط و واطىء لايتجاوز ارتفاعه متراً واحد فقط  لتحديد المداخل.
ان الحل الامثل يكمن في رفع السياج كلياً والاكتفاء بحاجز من النبات الواطىء، ومحاولة فتح المتنزه قدر الامكان ودمجه بالرصيف والشارع، في هذه الحالة ستصبح المنطقة اكثر جمالاً، ونكون قد خلقنا فضاءً حضرياً بالمفهوم التخطيطي وما يسمى ايضاً (البلازا) أي الميدان الذي قد يكون هو مركز المدينة، عندما تتوفر فيه الفعاليات التجارية والترفيهية المتنوعة. وهذا ما هو موجود في معظم المدن العالمية الكبيرة والصغيرة وحتى على مستوى بلدة بحجم عنكاوا. اذا كنا نطمح جدياً الى تطوير هذه البلدة الصغيرة (عنكاوا) فلابد من ان القرارات التخطيطة او ذات الصلة بتجميلها تكون صادرة من قبل ذوي الاختصاص والخبرة بعيداً عن اجتهادات اناس لا علاقة لهم بهذا الشأن.
نحن جميعاً مسؤولون عن تطوير هذه البلدة الصغيرة والحفاظ عليها وصيانة مرافقها لتصبح نموذجاً للتنظيم العمراني على مستوى القطر، خاصة بعدما شهدت زيادة كبيرة في السكان خلال ثلاث او اربع السنوات الاخيرة، نتيجة نزوح المئات من العوائل من باقي المحافظات لاسباب معروفة، والذي ادى الى تطور عمراني سريع نتيجة الحاجة الى المرافق السكنية واستحداث فعاليات تجارية وترفيهية جديدة فيها .
لتحقيق ما ورد اعلاه، اقترح تشكيل هيئة خاصة بتطوير و تجميل عنكاوا من ذوي الاختصاص، لتساعد في وضع المقترحات والقرارات المتعلقة بالجوانب الفنية والجمالية لها .

   نبيل تويني
مهندس استشاري   

تعليقات