حكاية "جي جي لا و بي بي لا"
هذه الحكاية رواها والدي، رحمه الله، قبل اكثر من 55 سنة
وكان عمري انذاك 8-9 سنوات، واليكم الحكاية كما رواها لي في الخمسينيات من القرن
الماضي:-
كان ياما كان، كان في قديم الزمان معزاة جميلة، كبيرة
الحجم، متينة البُنية، ذات قرنين طويلين قويين كانهما سيفان مشرّعان فوق رأسها،
لها جديان صغيران احدهما اسمه "ضي ضي
لا" والثاني اسمه "بي بي لا"، وكانت معزاة
تنصحهما يومياً وتقول لهما: اياكما والخروج من البيت بدون اذني، او فتح باب البيت
لاي كائنٍ كان وخاصة عندما اخرج الى الحقل لجلب الحليب لكما .. وكانت تغلق الباب باحكام
خوفاً على حياتهما، وتذهب الى الحقل لتأكل الحشيش حتى تشبع ويمتليء ضرعاها بالحليب.
وعند الرجوع من الحقل تدق على الباب وتقول: "ضى ضى
لا.. بي بي لا دة ركة بكة دايلة باغةلم ثرِ شيرة" "بمعنى افتحا الباب فانا امكما وضرعاي مملوءآن بالحليب لكما"،
وهكذا كانا يفتحان لها الباب، وتدعوهما للدخول بين رجليها لشرب الحليب حتى الشبع . وفي احد الايام سمع الثعلب ما تقوله
المعزاة لجدييها الصغيرين، فأخذ يراقبها لحين خروجها من البيت، وبعد ان غابت عن
الانظار قفز الثعلب نحو الباب وأخذ يطرق الباب ويقول: "ضي ضي لا .. بي بي لا دة ركة بكة دايلة باغةلم ثرِ شيرة"، فرد عليةٍ "ضي ضي لا و بي بي لا" : مُت ايها
الثعلب الحيال، انك لست بأمنا ولن نفتح لك الباب، لانك ثعلب ماكر تريد ان تأكلنا.
وبعد ساعة كرر الثعلب نفس الكلمات ولكن باسلوب
امهم، لذا اوهمهما بانه امُهما، ففتحا له
الباب وارادا ان يدخلا بين رجليه لشرب الحليب، لكن الثعلب قفز عليهما وأكلهما في
الحال. وعندما رجعت المعزاة الى بيتها أخذت تطرق الباب وتنادي "ضي ضي لا.. بي بي لا دة ركة بكة دايلة باغةلم ثرِ شيرة" ، لكن لم يرد عليها احد، فدفعت الباب فوجدته مفتوحاً ولم تر "ضي ضي لا و بي بي لا" وانما شاهدت الثعلب جالساً وبطنه منفوخة! فعلمت
ان الثعلب قد أكل "ضي ضي لا و بي بي لا"! فغضبت غضباً
شديداً ورجعت الى الخلف ثم اسرعت نحو الثعلب وبقرونها القوية بقرت بطنه في الحال، فخرج
"ضي ضي لا و بي
بي لا" وهرعا نحوها لشرب الحليب. ومن بعد تلك الحادثة
المؤلمة تعلما بان لا يفتحا الباب قبل التأكد من طارقه، وكان ذلك بالنسبة لهما
درساً قاسياً لا يُنسى ابداً .
حبيب عسكر
تعليقات
إرسال تعليق