الامانة في النشر
لا يخفى على احد بان الدوريات من
الجرائد والمجلات وقنوات الاعلام المسموع والمرئي، قد انتشرت في العراق في السنوات
الاخيرة وخاصة في العهد الجديد الذي يعيشه البلد، حيث توفرت الى حد ما حرية
الصحافة والاعلام واصبح كل من له رأي او موضوع يستطيع ان ينشره في اية صحيفة او
وسيلة اعلامية ليعبر عن رأيه وافكاره، ويقترح ما يقترح وينقد ما يريد بهدف دفع
عملية التقدم الى الامام والمساهمة في مسيرة التصحيح والبناء، ولذلك نرى بان الصحف
والمجلات وغيرها تزخر بمقالات وقصائد ومواضيع ادبية متنوعة، وهذا ما يدل على مدى
الامكانات والطاقات الادبية الموجودة لدى هؤلاء الذين يساهمون في اعداد وتحرير
واصدار تلك الصحف والمجلات ، الا انه من المؤسف حقا ان تلجأ بعض هذه الاصدارات الى
ملء صفحاتها بكل ما يرد اليها دون فحص او تدقيق للتأكد من عدم نشر الموضوع سابقاً
او نقله من مكان اخر او من الانترنيت، وهذا ما يؤثر سلباًَ على المستوى العام لتلك
الجريدة او المجلة، ان ابواب الجرائد والمجلات وكل وسائل الاعلام يجب ان تكون مفتوحة
لكل موضوع بنّاء شرط ان يكون بقلم صاحبه وغير منقول، ولا اريد هنا ان استعمل لفظاً
اخر بدلا من (المنقول) كي لا أجرح شعور احد، ولكن الامانة تقضي ان يشار الى المصادر التي استفاد منها الناشر او الكاتب
في كتابة موضوعه حين نشره في اية وسيلة اعلامية كانت، لان النشر ليس للتباهي او
لابراز الذات وانما -كما اسلفت- للمساهمة في نشر الحقائق وترويج الثقافة البناءة
باشكالها المختلفة، والواجب يحتم على اعضاء هيئات التحرير ان يدققوا ويفحصوا
المواضيع التي تردهم، ويهملوا كل موضوع مطروق سابقا او منشور في مكان اخر او منقول
من الصحف والمجلات او الانترنيت. فقد ترى بوضوح ان بعض المواضيع او القصائد او المقالات
التي تنشر في المجلات تكون قد نقلت من صحف اخرى او من الانترنيت او الكتب، دون
الاشارة الى مصدرها، والاسوأ من هذا انها تُنشر احيانا بصورة خاطئة قد لا تعطي نفس
المعنى الاصلي. اننا هنا نشير الى هذه الظاهرة التي يمارسها البعض، هدفنا هو ان
تصدر الصحف والمجلات وهي تحمل كل ما من شأنه خدمة القارىء وتزويده بالمعرفة
والثقافة التي تعينه في حياته، نحن نفرح حينما نرى هذا العدد الكبير من الكتاب
والادباء والشعراء الذين يكتبون وينشرون ولا يبخلون بنشر نتاجاتهم، وهذا مدعاة
للفخر بعكس الذين يحاولون فقط ان تنشر اسماؤهم للتباهي او لغرض ملء الصفحات، وبما
ان النوعية دائما افضل من الكمية، فالتأكيد على نوعية المقالات المنشورة وكل
المواضيع الاخرى التي تحويها الصحيفة او المجلة ضروري جداً ، وان لا يكون الهدف في الاساس ملء
صفحات المطبوعات فقط، لان ذلك قد يؤدي الى اهمال مقالات ونتاجات كتاب حقيقيين،
ويؤدي بالتالي الى هبوط مستوى المطبوع وفقدان مصداقيته وعزوف القراء عنه، ومن اجل
الحفاظ على الصورة الصحيحة والافكار الجيدة والمنشورات المفيدة التي تخدم القارىء
وتزيد من ثقافته ومعلوماته، يجب عدم نشر المقالات المنشورة سابقاً او المأخوذة من
الانترنيت دون الاشارة الى مصدرها، وبعكسه يجب ان تقوم هيأة التحرير لهذه المجلة
او تلك بنشر اسماء الذين يقومون بمخالفة الشروط الواجب اتباعها، وخيانة الامانة في
النشر.
صخريا
شعيا منصور
تعليقات
إرسال تعليق