الموسيقى فن يوحّد الناس ويسرهم
جيلان مكرم البرزنجي
الموسيقى فن يثير المشاعر والأفكار والصور ويعبر عن
النفس والعواطف، والموسيقى هي مجموعة
اصوات وانغام نستطيع من خلالها ان نفرح ونحزن ونبتهج، فهي انشاد يطرب القلوب وهي
مصباح يطرد الظلمة من النفوس .
ففي الصباح عندما يسمع الانسان زقزقة العصفور يحس بالامل
والفرح والسرور، وعندما يجد الزهرة تتمايل لألحان الرياح الهادئة يشعر بالراحة والاطمئنان،
ويسأل نفسه مستفهما عن زقزقة العصفور، هل هو يناجي زهور الحقل او يحاكي الاشجار ام
يداعب خرير المياه ام يهتف للطبيعة؟ قد لا يصل الى جواب محدد لكنه يتعلم شيئاً
مهماً، هو ان الطائر الصغير عندما يغرد فانه يعطي للانسان الشعور بالطرب والفرح
والزهو، انه يشارك الطبيعة بهجتها.. الشمس المشرقة التي تمنحنا الدفء ، والهواء
العليل الذي يساعدنا على العمل، والاشجار المتمايلة بفعل الرياح التي تعزف لحناً يطرب
النفوس، والمياه المتهادية في السواقي والجداول والانهار التي تجدد فينا الحياة،
والزهور بالوانها المتنوعة هنا وهناك، كلها فرحة مستبشرة يشاركها العصفور بغنائه
الجميل والبلبل بتغريده العذب والفراشة بطيرانها وتراقصها بين الزهور..كل هذه
الشواهد تشير الى عظمة الطبيعة التي تتحرك وفق ايقاع انغام جميلة.. انها موسيقى
تهذب النفوس وتسعد العقول وتريح الابدان، فهي كالشعر والتصوير تمثل حالات الانسان
المختلفة وترسم آفاقاً ملونة تدفع الانسان الى الحب والسعادة.. انها الفن الذي
يجمع الناس و يوحدهم ويسرهم ويأخذ بأيديهم الى الجمال والمسرة، لذلك لابد من برمجة
في معايشة الموسيقى في دوامنا الوظيفي وفي حياتنا اليومية.
هل يمكن ان تتصور حياة الانسان بدون موسيقى؟ بدون اغنية؟
بدون شعر؟ الخ.. لابد ان تكون تلك الحياة الخالية من وجود هذا النتاج الرائع
الجميل جافة ومملة. ان الطبيعة مليئة بالاصوات الموسيقية كزقزقة العصافير وتغريد
البلابل وخرير المياه وصوت الطفل عندما يولد وهو يطلق صرخته الاولى، كل ذبذبة
سمعية في حياتنا هي موسيقى، ولكن هناك الجيد وهناك غير الجيد وهذه لايفرزها الا
اصحاب الاحساس المرهف والذوق الرفيع.
وفي الموسيقى نجد الوانا كثيرة ومختلفة، منها تأملي وراقص
وتعليمي وترفيهي، حتى نجد في الوطن الواحد الوانا مختلفة من الموسيقى وُجدت ضمن
تفاعلها مع بيئتها.
ان للموسيقى بعدا ذا حدين، احدهما يرتفع بالانسان الى
مكانة سامية من الحس والذوق، والثاني يهدم تلك المكانة الرائعة، وكل هذا وذاك
يتوقف على نوعية النتاج الموسيقي ومن يقف وراءه، والفنان الموسيقي الحقيقي والاصيل
والمثقف يلعب دورا كبيرا في هذا المجال، وبعمله المفيد يمكن له ان يخلق جوا تسوده
حركة الحياة ذو البعد الجميل والمتقدم .
تعليقات
إرسال تعليق