مطار أربيل أم مطار عنكاوا؟


       مطار أربيل أم مطار عنكاوا؟
حول اراضي عنكاوا الزراعية


إدمون لاسو
     نشر السيد بطرس نباتي موضوعاً في ثلاث حلقات متسلسلة في جريدة (بيث عنكاوا) الاعداد 36، 37،38 (كانون الثاني، شباط ، اذار 2009) ، ثم في موقع عنكاوا الالكتروني ايضاًَ ، تحت عنوان (هل نحن اصحاب ارض ام ماذا..؟ )، دارت بمجملها حول اراضي عنكاوا الزراعية ، وكيفية الاستيلاء عليها من قبل النظام الصنمي السابق، باقامة معسكر للجيش عليها، ومطار عسكري، ثم من قبل حكومة الاقليم بعدالانتفاضة 1991، باقامة مطار مدني مكان العسكري . ويتظلم الكاتب من طريقة استقطاع هذه الاراضي التي تقدر بنحو ثلاثين الف دونم (30000دونم) من اصحابها، دون القيام بتعويضات مادية عادلة. وقد داخل مع موضوع السيد نباتي (الحلقة الثانية) المحامي يعكوب ابونا المقيم في الخارج بمقالين نشرهما في موقع عنكاوا الالكتروني، حيث ارشد الكاتب الى الطرق القانونية السليمة في الحصول على الحقوق المادية المستحقة بعد ان اصبحت هذه الاراضي في ذمة المصلحة العامة المتمثلة باقامة مطار باسم (مطار اربيل الدولي) عليها، كما داخل مع ذات الحلقة ايضاً احد المتضررين (لا اتذكر اسمه) بمداخلة قصيرة سارت في نفس اتجاه (التعويضات المادية) . كما داخل على الحلقة الثالثة السيد دومنيك كندو، متسائلاً عن المسؤول عن سلب عنكاوا اراضيها التاريخية وتغيير اصولها السكانية. وانا هنا لا اريد ان اسير مع نفس الموجة، واحرث بنفس المحراث، وانما ادعو السيد نباتي مع كل اصحاب العلاقة وجميع المؤازرين من اهالي عنكاوا وممثليهم في برلمان الاقليم ، الى المطالبة بالحقوق المعنوية قبل الحقوق المادية، بل اسقاط الحقوق المادية في سبيل الحقوق المعنوية ، وفي مقدمة تلك الحقوق المعنوية المطالبة بابدال اسم (مطار اربيل الدولي) بـ ( مطار عنكاوا الدولي) . مع كل احترامنا لاسم اربيل التاريخي وثقلها السياسي الراهن كونها عاصمة الاقليم، ولكن الحق يعلو ولا يعلى عليه. والمطالبة بالحقوق من واجبات الانسان المتحضر الواعي في عصر الديمقراطيات المتلاطمة في عالمنا هذا. فعنكاوا لم تعد قصبة او بلدة او ناحية فقط، وانما غدت مدينة حضارية، بل رديفة للعاصمة اربيل، بكثرة القنصليات والمنظمات والشركات، بل سكن بعض الوزراء فيها. وحتى لو كانت قرية صغيرة فيجب عدم استصغارها هي واخواتها ، طالما ان مستحقاتها مشروعة ، ومستحقات عنكاوا في موضوعنا هذا ، هي اراضٍ زراعية واسعة تعود ملكيتها لاصحابها المتوارثين اياها اباً عن جد ، منذ الاف السنين، كما يكتب السيد نباتي في الحلقة الثالثة. وكان تشرشل الانكليزي يقول: (لو خيرت بريطانيا بين مستعمراتها الخارجية وبين شكسبير لاختارت شكسبير). في اشارة واضحة الى تفوق الامور المعنوية والفكرية على الامور المادية. فما احرانا اليوم ان نطالب بالمعنويات قبل الماديات في موضوعنا هذا. دعوة مخلصة اطلقها عسى ان تتحقق في يوم ما، وحينها كم يكون فخراً للعنكاوي في الداخل والخارج ان يسمع بمطار (او مطير) يحمل اسم بلدته العريقة (عنكاوا)!


تعليقات