صخريا
شعيا منصور
الوقت ومنذ القدم استخدم لتنظيم المواعيد والاشغال
العامة والخاصة من اوقات العمل والراحة واوقات الصلاة والاجتماعات واللقاءات.
فاستعمله الانسان حسب حاجته في مراحل تطوره واستند اليه في معرفة مراحل حياته التي
كانت تحتاج الى تنظيم.
وفي العصر الحالي كما في العصور القديمة، يحتاج الانسان
الى مزيد من التنظيم والتخطيط بسبب ازدياد الحاجات الانسانية، لازدحام اوقاته وتعدد
اشغاله وكثرة اهتماماته وغزارة معلوماته واطلاعاته، واحتياجه الى ضبط كل هذه
الاشغال والاعمال. لذا لجأ الى تنظيم ساعات يومه بحيث اصبح الانسان الان لايستطيع
القيام بأية مهمة دون موعد وتخطيط مسبق، لذلك فإن احترام الوقت هو من صفات الانسان
الحضاري والمثقف والذي يعرف قيمة الوقت وكيفية استغلاله من اجل تنظيم حياته وبرامج
عمله، فالوقت الذي يمر لا يعود ثانية والذي يضيع لايمكن الاستفادة منه وتعويضه. ان احترام الانسان للوقت نابع من
ايمانه بان احترامه هذا انما هو التزام منه للمقابل، فالذي يعد يجب ان يفي بوعده،
والذي يحدد موعداً لعمل ما عليه ان يلتزم به. من هنا اود ان انتقد البعض من الذين
لا يلتزمون بالمواعيد وخاصة المواعيد العامة، كاوقات الندوات او الاجتماعات او
اللقاءات الثنائية وتخلفهم عنها، وكأن ذلك يعطيهم مكانة ارفع من مكانتهم، او تأخر
منظمي الندوات والاجتماعات عن البدء باعمالهم بسبب عدم حضور مسؤول ما او راعي
الندوة او الحفل او تأخر عدد من المدعوين او لقلة الحاضرين، دون ابداء احترام او
تقدير للذين لبوا الدعوة وحضروا في الموعد المحدد التزاما منهم وايفاءً وتنفيذاً
لدعوة تلقوها، فنرى إن هذه الحالات تتكرر واصبحت حالة عامة، وعلى السنة الناس حينما
يدعون الى نشاط ما يقولون، بانه سوف يتأخر موعده لان المسؤول الفلاني سوف لن يحضر
في الموعد المحدد، ومن هنا نوجه دعوة مخلصة لمن يرعى اجتماعاً أو حفلاً أو اي نشاط
آخر، ان ينيب احدا اخر اذا لم يستطع الحضور، او يبرمج اموره من اجل الحضور في
الموعد المحدد احتراما للناس الحاضرين وايمانا منه بان الوقت واحترامه هو جزء من
سلوك واخلاق الانسان المثقف. واعود هنا الى الانشطة والندوات التي تُقيمها جمعيتنا،
حيث لا يتم البدء بأي نشاط دون ان يتأخر الموعد بحجة عدم حضور المدعوين، وكأن
الذين لم يحضروا هم اهم وارفع مقاماً من الذين التزموا وحضروا، بل بالعكس يجب ان
تبدأ كل الانشطة في نفس الموعد المحدد دون مبالاة، حتى يشعر من يتخلف عن الموعد
بانه هو المقصر وغير الملتزم ويشعر بالذنب ويعمل مستقبلا على تلافي هذا التقصير.
فالى الالتزام بالمواعيد ادعوكم يا سادة.
تعليقات
إرسال تعليق