انا لا احب الانترنيت، فانا لا افهمه ولا استطيع ان
استعمله، مجرد النظر الى لوحة المفاتيح
–الكيبورت- يصيبني بالرعب ، لكن هذا لا يمنعني من النظر
بحسرة الى اولئك الذين يستعملون الانترنيت ويتمتعون بفوائده الكبرى.
صحيح انني اخذت على نفسي عهداً الاّ اقترب من هذا المُخْتَرَع
الحديث- بالنسبة لي على الاقل- فتحت تصرفي نِعَمٌ كثيرة من منتجات الحضارة السابقة
له . وان استعمالي المحدود جداً لجهاز الموبايل، يبعث في نفسي بعض الراحة.
لكن استفزاز الانترنيت مستمر فهو يأتيك بالطازج من
الاخبار ويلاحق الاحداث صغيرها وكبيرها في مختلف ارجاء دنيانا المعروفة ، ولا ينسى
ان يمر حتى على تلك التي تحدث بالقرب منا مسافة مرمى حجر لا اكثر.
في خبر على الانترنيت "ان مجموعة من الشباب كانوا
يستقلون سيارة حديثة –لاندكروز- على ما اعتقد وقد رفعوا صوت المسجل عالياً ، وذلك
عند بوابة احدى الكنائس الكبرى صباح يوم الاحد عند اكتظاظ الكنيسة بروادها، مما
احدث ضوضاء غير مستحبة، فنبه الحارس المكلف بالحماية هؤلاء الفتية وطلب اليهم ان
يخفضوا صوت المسجل احتراماً لحرمة المكان،
فما كان من احد الشباب او – كُلّهم- الا ان وجهوا ضربات قبضاتهم الى ذلك الحارس
الذي ظن انه يقوم بواجبه الرسمي وكسروا انفه واصابوه باضرار جسدية -هكذا يقول
الخبر على الانترنيت - تأديباً له على تنفيذ واجبه وفق القانون".
الحدث بحد ذاته ان كان فعلاً قد تم بهذه الصورة، ليس
جديداً ولا غريبا، فطالما اخذ الشباب على الجانب الاخر من الصورة نظره خاطئة او
مخطوءة عن سلوك هذا الشعب- الكلداني السرياني الاشوري- في محافله وطقوسه الدينية
والوطنية الخاصة. وللتذكير فقط انه حتى في ايام النظام السابق وفي بلدة القوش
التاريخية حيث توجد الكثير من المزارات والمناسبات الدينية، قد حصلت مشادة اكبر من
هذه بكثير بين شبابنا وشباب غرباء عنّا جاؤوا ليستمتعوا بمرأى الصبايا في الكرنفال
الكبير يوم السيدة العذراء حافظة الزروع .
وانتهت تلك الحادثة بوقوف السلطة السابقة الى جانب اصحاب
الحق من اهل المنطقة، وعاقبت المسيئين من دون خوف من اثارة فتنة او مجاملة لطائفة معينة،
وللحق اقول ان سلطة النظام السابق تتحمل جزءاً كبيراً من مسؤولية مثل هذه الاحداث،
فهي التي عملت طيلة فترة بقائها على
استخراج كل مكنونات الحقد بين الاديان والطوائف، وتخويف ابناء البلد الواحد من
بعضهم البعض والذي تمخض عنه الهجرات والمآسي المعروفة .
اننا نأمل ان يتم توجيه الشباب في واحة التآخي العراقي(
كوردستان الحبيبة) الى ان يسلكوا مثل رجال نقاط السيطرة الاسايش عندما يقول لهم
المواطن: مسيحي، فيقولون لة: فةرمو برا خوات لةكةل.
- تفضل أخي الله معك.
ابو يوسف
تعليقات
إرسال تعليق