قصة حب فاشلة


قصة حب فاشلة




استهل حديثي عن الزعيم عبدالكريم قاسم، هذه الشخصية الوطنية الفذة، ببيت من الشعر كتب تحت صورة كبيرة له تصدرت الصفحة الاولى من العدد (161) من جريدة الثورة الخاص بالتحدث عن الزعيم، والصادر يوم السبت المصادف التاسع عشر من آيار عام 1959.
هو العسل الماذيُّ ليناً ونائلاً
         وليث اذا لاقى العداة قطربُ
يقال ان الضابط عبد الكريم قاسم "رحمه الله" كان واقعاً في حب معلمة بغدادية جميلة ، ولكنه كان حبا من طرف واحد، فلم يتجرأ ليفاتحها بحبه لها وفضل دخول البيوت من ابوابها. فتقدم بطلب يدها ، ولكنها اعتذرت ورفضته دون ان تبرر رفضها له،  ودون ان تتوقع ان الشاب الذي تقدم لخطبتها سيصبح اشهر زعيم عسكري في تاريخ العراق السياسي.
وان العاشق الفاشل في الحب سيقود ثورة ناجحة على النظام الملكي ويصبح على رأس السلطة في العراق، ودارت الايام وكان الزعيم يهتم بشؤون المواطنين وشجونهم ويستقبل تلاميذ المدارس والهيئات التعليمية فيها بشكل شبه دوري، الى ان جاء دور المدرسة التي كانت محبوبة الزعيم السابقة تُعلم الصغار فيها اناشيد في حب الوطن وحب الزعيم المحبوب، وعندما وقفت المعلمة امام عبد الكريم قاسم نظر الى اصابع يديها فوجد فيها خاتم الزواج..
لم يشتمها لانها رفضته، ولم يتهم اخاها بالتآمر على نظام الحكم لصالح الامبريالية والرجعية المحلية، ولم يحكم على والدها بالاعدام لانه انجب ابنة للوطن رفضت الزواج من ابن الشعب..
رحب بها الزعيم مثلما رحب ببقية الحضور، فقد كان الزعيم في منتهى الادب والذوق والكياسة، كل الذي فعلهُ هو الغاء زيارات المدارس من جدول اعماله اليومي.
يقول بعض المؤرخين المعاصرين، "ان استقبال الزعيم عبدالكريم  للمدارس كان لهدف واحد فقط هو الوقوف على اخبار الحبيبة المتجافية ان كانت متزوجة ام لا" . ولم يقحم اجهزة المخابرات في الامر ليستقصوا اخبارها . على اية حال لم يفكر الزعيم بالزواج من امرأة اخرى واستشهد وهو اعزب ، وحسب اقوال المؤرخين لم يكن المرحوم عبد الكريم الشخص الوحيد بين الزعماء والمشاهير الذي ذاق مر العذاب بسبب قصة حب فاشلة، فهناك زعماء اخرون امثال الزعيم البريطاني تشرشل الذي قاد بلاده الى النصر في الحرب العالمية الثانية، فقد احب تشرشل في شبابه فتاة من النبلاء، فبعث اليها بعشرات الرسائل لكنها لم ترد عليه، لكنه لم ييأس. ويقال ايضا ان في حياة سعد زغلول وجمال عبد الناصر ومعمر القذافي قصص حب فاشلة، لكن السياسة انستهم وعوضوا فشلهم في الحب بالسلطة والشهرة.. وفي الختام ان الزعيم عبد الكريم قاسم هو الشخص الوحيد الذي يموت فلا يخلف صحناً ولا قنينة ولا قدراً لوارثٍ ، فلم يمتلك من عرض الدنيا سوى بدلته العسكرية. وقد تهيأت له فرص الثراء، مات ورصيده في مصرف الرافدين دينار واحد ومائتا فلسٍ .
    اعداد
حبيب عسكر
المصادر :
1-    مجلة الصوت الاخر 2006
2-    جرائد اخرى .

تعليقات