الحقيقة المُرّة التي يكره ان يعترف بها الكثيرون


هذه بعض من الحقائق المرة حسب رأيي، ولو كنا شُجعاناً بما فيه الكفاية للاعتراف بها، لتطلعنا بتفاؤل الى اصلاح ما يمكن اصلاحه في هذا الوطن العزيز:
**  لن يتغير الوضع الاجتماعي والسياسي في المناطق المتنازع عليها سواء في كركوك أو الموصل، طالما هناك من القياديين والسياسيين الحاليين في تلك المناطق من بقي مستمراً على التمسك بذكريات الماضي المظلم، ماضي الاقطاع والتحدر من عوائل عسكر صدام وقيادات جيشه التي ارتكبت المجازر بحق الاكراد، و أنْفَلَت قراهم وقرى المسيحيين المجاورة لهم دون رحمة .. بعض هؤلاء القياديين الحاليين الذين تعودوا في طفولتهم ان يروا المواطن الكردي او المسيحي يعمل خادماً او مراسلاً او طباخاً في معسكرات ابائهم من قبل، فكيف لعقولهم ان تتقبل الجلوس على طاولة واحدة مع من كانوا يعتبرونهم مواطنين من الدرجة الثانية والثالثة ويقبلوا منهم ان يتحدثوا و يطالبوا بحقوقهم التي اقرها الدستور العراقي الجديد.

** مدينة جميلة كعنكاوا اخذت تستقطب المسيحيين من ارجاء العراق وخارجه وينظر لها كتجربة وطنية عراقية ناجحة...لماذا لا يكون فيها مراكز اشعاع علمية للعراق والمنطقة؟ كأن يكون فيها جامعة او مستشفى للراهبات مماثل او اكبر مما هو موجود في بغداد، ألم يكن من الاجدر بالقيادة الدينية المسيحية التي اقرت انشاء كاتدرائية ضخمة ومترفة في عنكاوا، ان تستعين بخبراء في مجال ادارة الاعمال لدراسة تخصيص جزء من كلفة صرح الكاتدرائية الفخم لبناء صرح طبي بأسم الكنيسة؟ نفخر به جميعاً ويستقطب كفاءآت العراق الطبية الداخلية والمهاجرة، ونخدم العراقيين به بدلاً من ذهاب اموالهم الى دول الجوار للعلاج، علاوة على ما كان سيدرّه المركز من فوائد مالية لخدمة الكنيسة ويساعدها في اقامة مشاريع انسانية اخرى.

** ما العيب وماالخطيئة في ان ننال حكماً ذاتياً خاصاً بنا كمسيحيين في اماكن تواجدنا الحالية والتاريخية على امتداد سهل نينوى؟ لماذا كلما طالبنا بذلك يُدخلنا الاخرون في خانة المتآمرين والخونة والانفصاليين؟! ان الحقيقة المرة لديهم اننا لو حصلنا على حكم ذاتي وارض خاصة فسنريهم عبقريتنا وازدهارنا وانفتاحنا على العالم المتحضر، ولأصبح سهل نينوى جوهرة العراق الزاخرة بالمشاريع الصناعية والزراعية والسياحية ودور العلم والطب، وهذا ما يخشاه الاخرون ويعملون بكل جهد لمنع حصوله مهما كلف الثمن، حتى لا يرى العالم فشلهم وظلمهم ويقارنه بنجاحنا وازدهارنا.
                                                                                  صفاء خليل

تعليقات