حقائق للحالمين بأرض الاحلام.. الفرق بين امريكا والعراق




فتشت بين كل الأجنحة العربية المهاجرة الى اميركا، فوجدت اجنحة العراقيين هي الوحيدة المنكسرة النادمة التي تصارع الرغبات والمصاعب والآمال في العودة الى الوطن. على مدى اربع سنواتٍ من الغربة القسرية في اميركا وبحكم عملي المهني والإعلامي، تمكنت من تشخيص حقائق اتمنى ان يطلع عليها كل الراغبين بالهجرة الى أرض الأحلام.
كما اود ان اعطي بعض الحقائق عن الفرق بين العيش في اميركا والعراق دون الخوض بالتفاصيل الاخرى، فمثلا وعلى سبيل التشبيه:
·      في العراق يمكن أن تموت في اية لحظة على أيدي المليشيات أو بشظايا الانفجارات.
·  في اميركا يمكن ان تموت في اية لحظة على أيدي العصابات أو رجل مهوس بالمخدرات.
·      في العراق تأخذ مدللاً، حصة من المواد الغذائية مجاناً.
·  في اميركا تأخذ مذلولاً، حصة غذائية مجانية محدودة المدة، وان سعيت الى تمديدها فلا توجد طريقة الا ان تدعي الجنون!.
·      في العراق العلاج الطبي مجاني برسم رمزي.
·  في اميركا العلاج الطبي لا يمكن الحصول عليه الا بادعاء الجنون أو بتجاوز المرء الـ (65) من عمره.
·      في العراق المرأة مدللة محترمة.
·      في اميركا المرأة تعمل في احقر واصعب المهن من اجل تأمين العيش، بحيث لا يمكنها في الغالب مجالسة اطفالها أو رعايتهم أو التقرب منهم ومعرفة احتياجاتهم ومشاكلهم.
·      في العراق يمكن ان يؤمن الاب مستلزمات العيش.
·      في اميركا يعمل الاب والام والابناء لتأمين العيش.
·      في العراق يمنح الموظف اجازة سنوية من العمل.
·      في اميركا اجازتك مفتوحة بعد الممات.
·      الدراسة في العراق مجانية.
·  في اميركا الدراسة ملزمة الدفع مهما طال الزمان، فيضطر معظم الدارسين من كلا الجنسين للعمل والدراسة معاً.
·      في العراق تتمتع بوقت لزيارة الاقرباء والاصدقاء.
·      في اميركا يصعب ذلك بسبب ساعات العمل الطويلة المهلكة.
·      في العراق يمكنك ان تربي ابناءك وفق ما تراه مناسباً لهم.
·      في اميركا يمكن ان تفقد احد ابنائك ويذهب الى احضان غيرك ان قسوت عليه.
·      في العراق الأبوان يكونان مدللان كلما كبرا.
·      في اميركا يتم رميهم في دور العجزة يعدون ايامهم الاخيرة في قبو المسنين.
·      في العراق اغلب العلاقات الاسرية عامرة بالرحمة والمودة.
·  في اميركا العائلة الواحدة يسودها جو من الأنانية والفردية ويعمل كل فرد فيها لنفسه.
·  العراقيون لا يدفعون ضرائب سنوية على امتلاكهم لسيارة أو بيت أو استلام القنوات الفضائية، ويمكنهم ان يتجاهلوا دفع قوائم الخدمات الأساسية لشهر أو أكثر.
·      في اميركا تقطع الخدمة اسرع من البرق الكترونياً وتضاعف فوائدها اوتوماتيكياً.
·      الفقر والبؤس واضحان في العراق.
·  في اميركا يختبيء الفقر والبؤس خلف ناطحات السحاب وبهرجة وصخب اضاءاتها الزاهية التي تخيم على ملايين الفقراء والبؤساء.
·      في اميركا لا مجال للتفكير أو التأمل أو محاكاة المشاعر التي تجففها متطلبات الحياة القاسية.
·  في العراق يوجد متسع من الوقت ان تستمتع كي تتأجج فيك المشاعر بترنيمة كربلائية أو قصيدة شعرية أو مقام بغدادي أو عتابة محمداوية.
·  في العراق تشعر بالأنكسار والألم والحزن الذي ربما يزيله حنان الأم أو رعاية الأب أو عضد الأخوة أو تعاطف الأصدقاء.
·  في اميركا شعور دائم بالوحدة والانكسار والسير نحو المجهول  لمقبرة لا تعرف معنىً لاسمك أو لتراتيل تريح الجسد المرمي في قبو الغربة.
·      في العراق لا يوجد بعد اليوم مكان للقول المقبور (للحيطان آذان).
·  في اميركا لا تزال للحيطان اذان! فالكثير من العراقيين الذين تم جلبهم لاسباب انسانية أو سياسية، يعانون منذ سنوات طويلة من عدم الحصول على الجنسية أو على الموافقات الخاصة بلم الشمل لاسباب مجهولة لا يمكن لاحد ان يعرفها رغم سيرتهم الحسنة، وعدم ارتكابهم لجريمة، ومن دافعي الضرائب، وهي القضية التي تثير الغرابة والامتعاض لدى اوساط الجالية ومؤسساتها، حيث بدأ يتزايد الشعور بالمرارة بسبب الاجراءات الامنية التي تقف حائلاً امام اكمال تلك الطلبات لا سيما الانسانية منها مثل: معاملات جمع شتات العائلة التي تتجمد في اروقة وزارة الامن الوطني لاسباب مجهولة لا يحق لاي جهة أو شخص معرفتها، فمنذ سنوات تنتظر الزوجة زوجها أو الزوج زوجته واطفاله، وحين تطالب دوائر الهجرة بالكشف عن أسباب هذا الانتظار الطويل، يأتي الجواب: هناك اجراءات امنية خارجة عن اختصاصنا! وبما يعرف ومشاع بـ check name)) اي التحري عن الأسم، وكأن المهاجر جاء من الفضاء أو دخل تهريباً عبر الحدود.
·   في العراق لا توجد بعد اليوم مراقبة امنية أو الخضوع الى اجراءات امنية طويلة، من اجل الحصول على وثيقة رسمية تدل على مواطنتك.
·  في العراق يمكنك الان ان تسأل بأعلى صوتك عن سبب تأخر معاملتك في دوائر الدولة.
·  في العراق ربما يتعامل معك الكثيرون على أسس طائفية وهذا حال البلد بعد افرازات العنف الطائفي.
·  في اميركا التي يفترض انها لا تعرف سبيلاً للطائفية، اول سؤال يوجه للعراقي الان في دائرة الهجرة حين يطلب اللجوء اذا كان مسلماً، هل انت شيعي ام سني؟
·  في العراق يمكن ان تتحرى عنك الاجهزة الأمنية لبعض الوقت اذا كنت راغباً في العمل بأحدى المؤسسات المهمة.
·      في اميركا طالما انت عراقي تظل مراقباً من المهد الى اللحد!.
·      في العراق ربما تصادفك معاملة عنصرية كونك شيعي أو سني أو عربي أو كردي.
·  في اميركا يمكنك ان تشعر بأستمرار بالتفرقة في كل مجالات العمل كونك عراقي أو عراقية التي تعاني من مشكلة مستديمة اسمها الحجاب، سواء في المؤسسات التعليمية أو الوظيفية، لذلك اضطر معظم العراقيين للتجمع في ولاية مشيغان وتأسيس مدارس ممكن ان تشعر بها الطالبات بالطمأنينة وعدم الأستفزاز وكذلك الطلبة.
·      في العراق يمكن ان تتفق مع مجموعة على فتح وسيلة اعلامية دون اية موافقة تذكر.
·  في اميركا لا يمكنك فتح اية وسيلة اعلامية الا بعد الحصول على موافقة الجهات المسؤولة والدخول في دوامة الضرائب.
·      في العراق يوجد مناخ واسع للمثقفين وابداعاتهم.
·      اميركا تعتبر من المقابر الجماعية المعروفة لدفن المثقفين وابداعاتهم.
·  بأختصار، ممكن ان اصف اميركا بسجن كبير تديره شركات، يعمل الجميع فيه من اجل خدمتها، ويجعلونك تشعر بالعبودية والضياع في هذا السجن حينما تفقد عملك، أو تصبح غير قادر على دفع الفواتير، أو فاتورة إصابتك بحالة مرضية طارئة، فتصبح حينها اضعف السجناء واذلهم.
الكثيرون من المهاجرين العراقيين لا سيما الجدد الذين اصطدموا بالواقع المرير، اصابهم الندم وخيبة الأمل حينما اكتشفوا حقيقة ارض الاحلام البائسة.. والضياع.
لا انكر ان هناك حريات شخصية وعامة مكفولة بالقانون الاميركي لا سيما للكلاب والقطط! التي ليس من الممكن ان تجدها في بلدان أخرى..
يبقى طعم حلو واحد في طعم مرارات الغربة أينما كانت، هو قرار العودة الى الوطن الأم.
                                      د.أمير يوسف أيوب

تعليقات