هل للحب ديمومة ؟
الحب عند معظم المحبين هو مطلب اولي قبل كل المطالب الاخرى فهو لهم
كالهواء والماء والطعام وهم على يقين من انهم من غيره - لاسمح الله-
سيموتُون، هكذا يظنون وهكذا يفكرون وهكذا يعيشون وكأنهم غرباء عن
المجتمع، بل ان المجتمع ينظر اليهم نظرة شك وريبة وخروج عن التقاليد
والعادات، منهم من ينعتَهمْ بعدم الحياء خاصة الفتيات لان المجتمع يعطي
الحق في الحب للشاب فقط وليس للفتاة وكأن الفتاة ان احبت فِأن سمعتها
ستشوبها المعيبات، هذه نظرة البعض وليست الكل لان الكل هو مع المحبة
ومن المحبة ينبع الحب والحب شيء مقدس ومن يعيشه يعيش حياة ملؤها
السعادة، ولكن في احيان كثيرة يفشل المحبون في تحقيق هدفهم بتتويج
علاقة الحب بالزواج .
لنفرض بان علاقة حب مابين شاب وشابة، قد توجت بالزواج، فبعد
اجراءات الزواج واخذ بركة رجل الدين ثم حفلة الزواج في النادي التي فيها
يتحمل العريس معظم المصاريف حتى لو اضطر الى الاستدانة ليدفعها من
الهبات والهدايا المقدمة له، وبعدها قضاء عدة ايام من العسل في احد
فنادق الاقليم ثم اجراءات المحكمة. فبعد انقضاء ايام العسل يعودان الى
عش الزوجية لا كي يعيشا حياة سعيدة وحلوة بل ليستعدا لاستقبال الحياة
بكل صعوباتها خاصة اذا لم يكن لهما بيتا خاصاً بهما، لذلك سيعيشان
مع والدي العريس وهنا سيقفان سوية على بئر من المشاكل الاجتماعية التي
ستُلقى عليهما من قبل افراد عائلة العريس، لان معظم افراد عائلة العريس
يظنونه قد اتى بخدامة - حاشاها الف مرة -، فنرى كل واحد منهم يلقي
باعماله عليها فهذا يسألها عن جواريبه وذاك عن قميصه غير المكوي وآخر
عن ادوات حلاقته وتلك عن فردة حذائها المفقودة والام - ام العريس-
وهذه هي العدو اللدود لها طبيعياً، تلومها لعدم معرفتها بالطبخ والتنظيف
و..و.. وهكذا بحيث لا يستطيع العريس نفسه ان يجد الفرصة للجلوس
معها ولو لدقائق وهو في هذا يتألم من اجلها، وحينما ينفردان وقت النوم
تراها لاتستطيع مجاراته وتصب جم غضبها عليه. وهنا تبدأ المشاكل هو
يريد وهي لاتقوى على العطاء، وهو حقه الشرعي وهي اكثر منه حقاً لان
واقعها الجديد قد صدمها وادخلها في دوامة من التفكير والحزن، وتبقى
يومها كله تستقبل الاوامر فقط وتنفذ ولاتسأل، اما اذا كانت موظفة فانهم
ينتظرونها على عتبة باب البيت لكي يسلموها )السطل وقطعة قماش
المسح( حال وصولها ولاتستطيع ان تسألهم عن مهلة للراحة او ان ترفض.
مسكينة هي هذه التي احبت من كل قلبها وقبلت بالامر الواقع مرغومة، انه
ظلم بل اجحاف بحق انسانة سلمت قلبها لحبيبها وزوجها واذا به يأتي بها
الى البيت ليتم تعيينها خدامة، وحالها هنا كحال الطالب الجامعي - ايام
الصنم –حيث كان لايشبع من فرحة التخرج واستلام الشهادة الجامعية
حتى يتم إلحالقه بالعسكرية.
واذا استمرت الحياة الزوجية بهذه الطريقة فإنها لامحالة ستؤدي الى
نهاية غير طيبة وقد تخسر العروس عريسها او تستمر الحياة مع الألم
والحزن والظلم للعروسة .
وهنا تسأل العروسة نفسها قبل ان تسأل شريك حياتها.. اين اصبح
الحب؟ اين اصبحت كل تلك اللقاءات التي جمعتنا؟ اين اصبح غزل
الحبيب؟ لقد ذهب كل شيء مع الريح فما عاد حبيبي حبيبي! فتبدأ بالبحث
عن الحل. لاحل يمكن ان يقدم لها لوحدها لأن زوجها صامت ساكت بل
أقولها مع كل الاسف واطلب العذر: بأن الزوج في معظم الاحيان وفي مثل
هذه المشاكل يتحول الى أخرس، اطرش، اعمى، المهم ان يطبق ارشادات
امه. اما عروسته فلا يعيرها اية اهمية وان اعارها فانه يقول لها وهو ينفرد
بها ليلاً على فراش الزوجية كلاماً معسولاً ليأخذ مبتغاه ثم يتركها وهو
يدير لها ظهره، الله يكون في عون كل عروسة مثل عروستنا هذه .
دعونا ايها القراء الاعزاء نتناقش في موضوعنا هذا بكل جدية وانا هنا
اريد ان اطّلع على رأي الفتيات لأنني من المطالبين بحقوقهن، ليس لأني
رجل قانون بل لأنني زوج وتزوجت دون علاقة حب بل اهلي اختاروها لي
فأحببتها بعد الزواج ولازلت –وليس كذباً –احبها واحترمها وانظر اليها
من عدة ابواب او بعدة مناظير لأن هذا ابسط حق يُعطى للمراة التي قبلت
دون ان تعلم.. وقبلت دون ان تقرأ.. وقبلت دون ان تنظر.. نعم فهي ايام
الحب او ايام الخطوبة تسمع وتثق وتقبل دون ان يراودها الشك! كيف تشك
بحبيب القلب فهذا عندها كفر. ويوم يرافقها العريس الى دار اهله فانها
عندئذ ستتفاجأ بوجوه ليست كتلك الوجوه التي رأتها اثناء حفلة الزفاف
وكأنهم كانوا بانتظارها لتتسلم اثقل واصعب اشغال واعمال البيت .
انها مشكلة لكن لها حل وحلها يعتمد على العريس وعلى اهله وعلى
المحيط الذي يعيشون فيه، فمن الافضل تهيئة مستلزمات بيت الزوجية
قبل الزواج فهذا افضل حل.
المشاور القانوني
مارتين الشمديناني
تعليقات
إرسال تعليق