ربطة العنق "باين باغ"





تعد ربطة العنق من اقدم المظاهر مدنية، فكل رجالات الدولة والشخصيات السياسية وكبار الموظفين، يرتدونها كرمز حضاري لابد منه، أو خيار شخصي ودلالة ذوقية كما نراها بصورة واضحة في الحفلات الخاصة والعامة. اضافة الى ان هناك شريحة واسعة تفضل التأنق بها معظم الاوقات.
ان ربطة العنق غربية المنشأ كون الاوروبيين القدامى كانوا يرتدونها، وهذا واضح من خلال رسومهم التي تعود الى عصر النهضة.
أغلب الآراء تؤكد بان ربطة العنق كرواتية الاصل وذلك من خلال الاستناد الى الحادثة التي مفادها.. ان الملك الفرنسي لويس الثالث عشر استعان بجنود كروات في منتصف القرن السابع عشر، وكان هؤلاء الجند يشدون ربطات اشبه بالمناديل حول رقابهم، وهي تختلف من حيث الشكل والقماش لكل واحد منهم وحسب رتبته، فقماش الكتان "للجندي" والقطن "للعريف" والحرير "للضباط" والدانتيل "للقادة"، مما جعل خياطي الملك يفكرون بتطوير هذه الاربطة والخروج بنموذج جيد يعد موديلاً ملكياً. وقد استخدمه الفرنسيون بعد ذلك بكثرة واستحدثوا كرافات كما نسمع بها حالياً في بعض الدول العربية والاتية اصلاً من كروات، مما عزز فرضية ارتباط اصل ربطة العنق بالكرواتيين، وبعدها تجاوزت الكلمة حدود فرنسا الى معظم بلدان العالم بما فيها الدول العربية، وقد اطلقت تسميات مختلفة عليها مثل "رباط" أو "باينباغ" كما يستعملها أغلب الاشخاص كبيري السن. المفارقة الاكيدة التي الغت الاراء المعتقدة بكرواتيتها، هي العثور على مجموعة كبيرة من التماثيل في عام 1974، تعود الى مئتي سنة قبل الميلاد في مقبرة ملكية باحدى المدن الصينية، وهي عبارة عن مئات التماثيل الحجرية لجنود وضباط بزيهم العسكري، وما يلفت الانتباه، ان كلا منهم يلف حول عنقه ربطة تختلف حسب رتبته ومقامه.. ولم يجد المؤرخون أثراً اقدم منه ليؤكد حالتين مهمتين أولهما: ان ربطة العنق صينية الاصل، مما الغى بشكل واضح الآراء التي تنسبها الى كرواتيا، وثانيهما انها منحدرة من اصل عسكري، والذي ألغى عدّها من المظاهر المدنية.
من المفيد التذكير هنا، بان مجموعة كبيرة من النساء ترى ان إرتداء ربطة العنق دليل على اناقة الرجل، لهذا فهن حريصات على زيارة محال الالبسة الرجالية، وشراء القمصان وربطات العنق لتقديمها هدايا الى ازواجهن.
                                                      اعداد: حبيب عسكر

تعليقات