العَولمة.. هَلوسة، سطو،.. أمْ ماذا؟!


العَولمة.. هَلوسة، سطو،.. أمْ ماذا؟!


تغيّرَ كل شيء حتى المناخ، ارتفعت درجة حرارة الكرة الأرضيّة، القطبان المنجمدان مهددان بالذوبان، ازداد عدد سكان الأرض، وكل يوم بدعة جديدة وتكنولوجيا حديثة تغزو الأسواق.
الشركات تحكم، الأقتصادُ أصبح غولاً جباراً متسلطاً، والناس تركض وتشقى وتتسابق لعلها تلحق بـ (قطار التكنولوجيا)، وتتصارع للحصول على الآلة (البدعة) الجديدة.. وتحصل عليها (بعد جهد جهيد)، وإذا بأخرى تنزل الى الاسواق وبمواصفات جديدة، وتظلّ الناس تركض على الحزام المتحّرك وتراوح في مكانها.
انهارتْ وذابتْ صروح الثقافة والأجتماع والإنسانية، وانعدمت العفّة والطيبة.. منْ يحكم السوق؟ منْ هم سماسرة الغول الأكبر "الرأسمالية"؟ الذين يروّجون لبضائعها ويتغنون بمزاياها؟
كنتُ يوماً أتسوّق من إحدى الأسواقِ، وإذا بمواطنٍ يدخل ويطلب علبة سكائر (kent) صغيرة ويقول لصاحب المتجر:
-        بالله، إذا ماكو زحمة بلكت .p.p.
فردّ صاحب المتجر: والله أخي ما باقي.
وبعد هذا الحديث، سألتُ صاحب المتجر:
-        ماذا يعني بـِ .p.p ؟ أجاب:
-        يكولون أن العلبة اللي مكتوب عليها p.p هي أحسن وأجود من غيرها.
-        وذات يوم وأنا أتمشى في شوارع عاصمة أقليم كوردستان (أربيل)، وصلت قرب طفل يبيع السكائر على الرصيف ويصيح: عدنا "kent" .p.p
وتقرّب منه شابٌ وقال: أعطني علبة (kent) صغيرة .p.p
وردّ الطفل: إنهّا أغلى من العادي.
-        لماذا؟
-        لأنها أجود من الأخرى.
تركتهم ومشيت وأنا أفكّر، يا ترى ماهو السرّ في هذا؟ وماذا تعني p.p ؟
فاشتريت علبة -طبعاً أغلى- ورجعت الى البيت لأفكَّ لغز وشفرة p.p.
تفحصتُ العلبة فرأيتُ في جانبها الضيف عبارتين مكتوبتين باللغة الانكليزية وهذا نصّهما:
Us. Surgeon generals warning : smoking by
Pregnant women may result in fetal injury.
Premature birth , and low birth weight.
وضحكتُ ملء فمي ضحكة عاليةً، فصاح أهل البيت وقالوا:
ماذا بك؟ هل جُنِنت؟ مع من تضحك؟
قلت: نكتة قرأتها في إحدى المجلاّت.
واليك أيها القارىء العزيز فحواها باللغة العربية (أي ترجمة نص ما هو مكتوب باللغة الأنكليزية):
"تحذير من الأطباء الجرّاحين من الولايات المتحدة الامريكية للنساء الحوامل اللاتي يُدخنَّ:
إنّ التدخين قد يضر بالجنين، ويُسبّب الولادة السابقة لأوانها، والمولود يكونُ وزنه أقلّ من الوزن الطبيعي لحديثي الولادة"
أضحك.. أليست هذه نكتة؟
نعم، أيها القارىء العزيز، إنها بدعة تجارية لِسماسرة و دلاّلين وصعاليك يُعبّرونها على من؟!
على شرائح المجتمع من الأساتذة والمثقفين وعامة الشعب.
ولِصالح من؟
لِصالح وخدمة سيّدهم غول الاقتصاد العالمي "الرأسمالية" و"الشركات".
جان توماس جانو


تعليقات