من دمر أو فجر قصور نبوخذنصر بالديناميت ولماذا؟


من دمر أو فجر قصور نبوخذنصر بالديناميت ولماذا؟

في عام 1885 م وقع حادث غريب في مدينة الحلة، وهي المدينة التي تضم ضمن حدودها الادارية آثار مدينة بابل الشهيرة ومن ضمنها قصور (نبوخذ نصر).
فقد جفت المياه في نهر الحلة -وهو نهر صغير يتفرع من الفرات ويسقي مدينة الحلة- وسبب الجفاف كان قيام أحد الاثرياء الهنود بشق ترعة من نهر الفرات ليوصل الماء الى مدينة النجف، مما ادى الى تحول مياه نهر الحلة الى تلك الترعة، وانجرفت المياه بسرعة في ذلك الاتجاه بسبب انحدار الارض، فانخفض منسوب نهر الحلة وقل تدريجياً واخذ الاهالي يطالبون الدولة بايجاد حل لاعادة المياه الى نهر الحلة كالسابق. أهتمت حكومة اسطنبول بالأمر، لأن العراق كان تابع الى ولاية عثمانية. استدعت حكومة اسطنبول من فرنسا مهندساً فرنسياً معروفاً وهو السيد شوندير، الذي وصل الى بغداد عام 1889 م واجرى دراسة لنهر الفرات، وأمر ببناء سدة على شكل جناحين مائلين ليعيد التوازن في مجرى مياه الفرات من اجل ان يعيد المياه الى نهر الحلة.
ان سيدة هندية زوجة ذلك الثري الهندي مَوَّلَت واستمرت بتمويل المشروع الجديد، وسميت بعد ذلك هذه السدة بالسدة الهندية تكريماً لها.
وجرى الاحتفال بافتتاح المشروع (السدة)، و واصلت كيل المدائح للسلطان عبد الحميد شلة من المداحين، على هذا الانجاز العظيم.
ولكن لم تدم الفرحة فقد انهارت السدة واندثرت.
ولكي تثبت هذه السدة، فقد بُنيت من الطابوق (قطع القرميد الكبيرة)، ولكن من اين جاؤوا بهذا الطابوق؟ أتعرفون انه من قصور نبوخذنصر؟! فجّروا قصوره بالديناميت واستخدموا قطع القصور لردم السدة المنهارة.
ان المرء ليستشيط غضباً لهذا العمل الاجرامي، هدموا آثار الالف الثاني ق.م ليبنوا سدة اندثرت بعد مدة قصيرة!! مَنْ المسؤول؟ السلطة انذاك، المهندس الفرنسي أم السيدة الهندية..؟
يقول ابن خلدون المفكر الاجتماعي المعروف في مقدمته التأريخية "ان هناك دائماً دلائل تشير اذا كانت الأمة مقبلة ام مدبرة". هذا شيء من التأريخ الذي يذكر مأساة عراق الرافدين في هدم الآثار، هكذا حال العراق.
المصادر:
1.   علي الوردي/ لمحات من تأريخ العراق الحديث ج3 ص48
2.   تأريخ العنف الدموي في العراق/ باقر ياسين ص257-258

اعداد
نرسي صادق تاجو

تعليقات