نبذة تأريخية عن الموسيقى
الموسيقى من أقدم الفنون عهداً في تأريخ الانسان، وقد
نشأت في الانسان الفطري جنباً الى جنب مع ما نشأ فيه من عادات وما أحاط به من جمال
الطبيعة في نواحيها المتعددة التي أثرت في نفسه، فأخذ يستعمل فَمهُ في (الصفير)
ويدهُ في (التصفيق) و رجله في (النقر)، ولعلها الان باقية حتى عصرنا هذا. ولو
دققنا النظر، فموسيقاهم تدل ابلغ الدلالة على ما كان عليه الانسان الاول في فطرته،
من اصطناع الموسقى في المناسبات المختلفة التي تستثير الشعور كالفرح والحزن
والصلوات. لقد كانت الموسيقى متشابهة بين جميع شعوب العالم تقريباً، وذلك راجع
لنشأة الانسان الفطري الذي كانت حياته لا أثر فيها للفكر أو العقل، محدودة تسير
على وتيرة واحدة، ويرجع ذلك الى ان الفرد لم يكن له أثر في حياة الجماعة، بل كان
منقاداً لتفكير العقل الجمعي الذي سيطر في تلك الآونة على جميع نواحي الحياة في
العشائر أو القبائل، لذا كان تفكير الجماعة متشابهاً لا أثر فيه للتجديد أو
الابتكار.
كانت (مصر) هي مصدر الثقافة الموسيقية في العالم، والقبس
المضيء الذي استنارت به الممالك القديمة من (اشوريين) و (يونان) و (رومان).
فإن مصر أول من نشر هذا النور وأذاع هذا الرقي العلمي
والفني، فقد كانت العلوم اليونانية هي من أقوى المصادر للعلوم العربية، فإن ثقافة
اليونان الموسيقية بوجه خاص مستقاة من الثقافة المصرية القديمة، كانت المدنيتان
المصرية والاشورية على اتصال وثيق ببعضهما بحكم الجوار والاختلاط وتبادل مرافق
الحياة بين شعوب تلك البلدان.
لهذا كان من المنتظر ان نجد هذا التماثل والتشابه بين موسيقاها
جميعاً في قواعدها ونظرياتها وآلاتها. وهذا ما يقدره التأريخ وتثبته الصور والنقوش.
فقد رأينا في نقوش المصريين التي يرجع تأريخها الى (2000) سنة ق.م متجولاً آشورياً
يعزف بآلة وترية.
كما نرى تشابهاً بين الالات الموسيقية الآشورية والمصرية.
كذلك أن أصل كلمة (الشاعر) عند العرب يرجع الى (شارو) sharu أي رئيس المغنين في الآشورية،
وتسمى الترتيلة الآشورية (شيرو shiru) وتلمح فيهما كلمة الشعر، وفي الحقيقة نجد أن كلمة (شدرو) الآشورية
ومعناها (الإنشاد) قرابتها من كلمة انشاد العربية.
تعريف المويقى:-
هي فن تآلف الاصوات المنسجمة للتعبير عما يجول في النفس
من صور الحياة. وكلمة الموسيقى يونانية الاصل مشتقة من (موسا)، وهي آلهة من آلهة
الفنون عند القدماء اليونان ومعناها (الملهمة).
وكما تروي الاساطير القديمة، فقد كان لجد بيتر كبير آلهة
اليونان تسع بنات، وكل واحدة منهن (موسا) مختصة بفن من الفنون وهي: التأريخ، الفروسية،
الخطابة، الغناء، المراثي، الدراما، الكوميديا، علم الفلك، الرقص.
وهذه (الموسات) التسع كُنّ يقمن بعرض فنونهن امام الآلهة،
ثم اضيف الى لفظة (موسا) الحرف (قى) الذي يشبه (ياء) النسب باللغة العربية، فصارت
موسيقى وتلفظ ايضاً موسيقا. ومن هذا يفهم المعنى القديم لكلمة موسيقى هو (الفنون)
بصورة عامة، ولكنها اختصت فيما بعد بمعنى (الموسيقى) كما نفهمه اليوم، اي علم أو
فن أو لغة الالحان. ولدراسة الموسيقى وفهمها فهماً صحيحاً، علينا ان نعرف الاشارات
والمصطلحات والقوانين الخاصة بها والتي تعرف بـ (القواعد العامة للموسيقى).
اعداد: وسيم اسكندر
تعليقات
إرسال تعليق