من هُمْ مماليك العراق؟


من هُمْ مماليك العراق؟
خضع العراق لحكم المماليك في منتصف القرن الثامن عشر ودام ما يقرب من ثمانين عاماً، فقد بدأ في عام 1749 م بولاية سليمان باشا (ابو ليلة)، وانتهى في عام 1831 م بعزل داوود باشا. وكان مماليك العراق يشبهون مماليك مصر من حيث أصلهم ونشأتهم، فقد أتوا في الغالب من جورجيا، ومنهم من أتى من بلاد الشركس والداغستان.. وكانوا يُستجلبون اطفالاً كالانكشارية، فيودعون في مدارس خاصة بهم ليتعلموا القراءة والكتابة والسباحة والفروسية وفنون القتال، فاذا تخرجوا أُدخلوا في سلك الجيش والوظيفة الحكومية.
ان اول من عني باستجلاب المماليك في العراق، هو الوالي المشهور حسن باشا.. فقد اراد هذا الوالي ان يجعل لنفسه جنداً مختصين به يستعين بهم ويتعصبون له، فأرسل الى بلاد القفقاس مَنْ يأتي اليه منها بالصبيان.. وكان استلام المماليك للحكم في العراق هو أحد مظاهر العجز في الدولة العثمانية، التي تعاملت مع الحكام والولاة والباشوات المماليك كأمر واقع، مع بقاء الرغبة لديها للسيطرة عليهم واخضاعهم.
خلال عهد المماليك تأرجح النفوذ العثماني والايراني والمملوكي في صراع تنافسي خفي فوق أرض العراق.
وكان حكمهم يحظى بدعم واسناد بعض الدول الأجنبية بصورة غير مباشرة مثل بريطانيا وفرنسا.
ولعل ابرز حكامهم كان سليمان باشا الكبير وسليمان باشا الصغير و داود باشا، وقد شملت سلطتهم معظم انحاء العراق، ومارسوا اشرافاً غير مباشر على مناطق اخرى أهمها:
امارة بهدينان التي تشمل العمادية وزاخو وعقرة، وكانت هذه الامارة تحكمها اسرة عبّاسية تنتمي نَسبياً الى أحد احفاد الخليفة المعتصم يدعى بهاء الدين، نُسبت اليه وعُرفت بالبهدينانية.
كذلك كان للمماليك علاقة مباشرة بالإمارة اليابانية التي ظهرت في كوردستان في أواخر القرن السابع عشر، وقد ترسخ حكم تلك الإمارة حتى انشأ البابانيون مدينة السليمانية عام 1784 م.
المصادر:
1.  د.علي الوردي/ لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث الجزء الاول ص149.
2.  مجموعة باحثين العراق في التاريخ ص604.
3.  تاريخ العنف الدموي في العراق/ باقر ياسين ص215.

اعداد
نرسي صادق


تعليقات